Pages

الأربعاء، 9 مايو 2012

هوامش على ألسنة اللهب ..





                




مرت مصر خلال الفترة القليلة الماضية بعدد من الحرائق فى مختلف المحافظات وبعدد من المصانع والمؤسسات الكبرى والحيوية، فلم ينج من النار مصانع أو مستشفيات أو شركات كبرى أو المدارس، لأسباب تباينت ما بين ماس كهربائى أو سيجارة أشعلها أحد العمال أو الاشتباه فى كون بعض هذه الحرائق بفعل فاعل، وقد أرجعها البعض إلى الطرف الثالث أو سوء الأحوال الجوية، وتباينت ردود الأفعال حول سبب هذه الحرائق المتتالية وأسبابها. 
"اليوم السابع" رصدت أهم وأبرز تلك الحرائق التى ظهرت بقوة، وكانت بدايتها بحريق شركة النصر بالسويس، حيث شهدت المحافظة الباسلة انفجارا جديدا فى أكثر من 5 تنكات بترول، ومخزن شركة النصر للبترول، وهى من أكبر الشركات المصرية، ليدق جرس الإنذار، وفتح ملف الإهمال بقطاع البترول، مؤكدين على أن ذلك الإنذار الأخير لإعادة النظر فى هذه الشركات، وكيف تدار، ومدى إمكانية صلاحية الأجهزة، وفى مقدمة ذلك الأمن الصناعى.

ومن أضخم الحرائق التى اندلعت خلال الفترة الأخيرة، حيث وقعت كارثة حقيقية شهدتها مدينة طنطا، إثر نشوب حريق مروع بعد اشتعال النيران بمنطقة الخان وشركة بيع المصنوعات المصرية، واستمرت النيران أكثر من 7 ساعات كاملة، وتم الاستعانة بـ40 سيارة مطافئ من المحافظات المجاورة، إلى جانب سيارات القوات المسلحة واستخدام المواد الرغوية والفوم فى أعمال الإطفاء وقيام إدارة الكهرباء بفصل التيار الكهربائى عن المنطقة، بينما قامت شركة الغاز بقطع الغاز خشية انفجار الموقف.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، فى بيان رسمى، أن الحريـق الـذى وقـع بشركـة بيـع المصنوعـات بمنطقـة الخــان بطنطـا، أسفر عن وفاة 4 أشخاص، وإصابة 27 آخرين، فى حين قرر المستشار محمد عبد القادر، محافظ الغربية، صرف 10 آلاف جنيه لكل متوفى، و3 آلاف جنيه لكل مصاب من المحافظة، إلى جانب صرف 10 آلاف جنيه أخرى من الشئون الاجتماعية، و3 آلاف جنيه للمصاب، ليحصل ورثة المتوفى على 20 ألف جنيه والمصاب 6 آلاف جنيه.

إلى جانب الحريق الذى شب بالعقار الكائن به البنك الوطنى العربى، وهو ذات العقار الذى يقيم به وزير الداخلية، فانتقلت سيارات الإطفاء إلى مكان الحريق وتمكنوا من السيطرة على النيران، التى اندلعت بالطابق الثانى وأتت على بعض الأوراق، وتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق، وجارى إجراء التحريات للتوصل إلى سبب اندلاع الحريق.

وعن أكثر الحرائق تحقيقا لأكبر خسائر، شب حريق هائل بأحد مصانع توشيبا العربى بالمنطقة الصناعية بمدينة قويسنا محافظة المنوفية، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف لمكان الحريق، وأعلن المهندس محمد محمود العربى، العضو المنتدب لمجموعة شركات العربى، أن الحريق الذى شب فى مصنع الثلاجات الثانى بمجمع مصانع العربى بقويسنا، كان فى الدور الثانى فقط من المصنع، وأضاف العربى فى تصريح لـ"اليوم السابع" أنه لا يوجد أى حالات وفيات بين العاملين، إلا أن حالات الاختناق بلغت 132 حالة، و35 حالة عبارة عن إصابات طفيفة، نتيجة التزاحم الشديد أثناء إطفاء النيران، وجارى علاج 7 حالات فقط فى مستشفى قويسنا العام، مؤكدا على أن جملة الخسائر بلغت 60 مليون جنيه، نافياً تأثر السوق المحلية بالحريق، نظراً لاشتعال النيران فى خطوط إنتاج تحت الإنشاء.

ومن أخطر الحرائق التى اندلعت مؤخرا نشب حريق هائل بالحوض العائم بترسانة السويس البحرية التابع لقناة السويس، حيث ارتفعت النيران بشكل ملحوظ وغطت دخانة كبيرة منطقة بور توفيق بجوار مقر الشركة، فيما تم منع دخول العمال بجوار الحوض العائم، وهناك محاولة للسيطرة على الحريق.

وعلى الهامش شب أكثر من حريق بعدد من المناطق الحيوية، منها بمدرسة منشأة جريس الإعدادية بأشمون، حريق مصنع "تنر" إثر نشوب حريق هائل بمصنع تنر بطنطا، ومصنع "إسفنج" على طريق المريوطية، ومصنع "سوبر ماكس" للزجاج بالمنطقة الصناعية بقويسنا محافظة المنوفية، بسبب ماس كهربائى دون وقوع إصابات، وحريق هائل بأحد مصانع الورق والكرتون بمدينة شبرا الخيمة.
وعن أحدث الحرائق حتى كتابة هذه السطور شب صباح الخميس، حريق هائل بفرع عمر أفندى بمصر الجديدة، انتقلت على الفور 10 سيارات إطفاء إلى مكان الحريق، وبعد 3 ساعات تمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق، الذى أسفر عن احتراق البدروم بالفرع بالكامل، فيما أصيب عدد من رجال الحماية المدنية أثناء عملية السيطرة على الحريق، وقد توصلت المعاينة والتحريات الأولية للأجهزة الأمنية بالقاهرة إلى أن سبب الحريق، الذى شب فى فرع عمر أفندى بمصر الجديدة ماس كهربائى فى البدروم الخاص بالفرع.
واخيرا احتراق مصنعى توشيبا للتليفزيونات والثلاجات بقويسنا ووقوع خسائر تقدر بحوالى اكثر من 300 مليون جنيه مصرى .

تساؤلات كثيرة دون اجابات او تفسيرات شافية، وغموض يزيد الوضع ضبابية في البلاد.. هل كل يوم يستقيظ المواطن المصري أو ينام على أخبار الحرائق التي طالت كل ربوع مصر؟، من المتسبب في حريق مصنع النصر للبترول بالسويس ، والذي حوَل مهد الثورة الى سحب من الدخان واللهب في الاسبوع الماضي وزهقت أرواح وأصيب العشرات.
حريق شركة توشيبا بالمنوفية والتهام النيران لجزء كبير  اليوم السبت، كما تجئ الاخبار عن حريق دير العائلة ببورسعيد للمرة الثالثة في غضون 40 يوما.
من الجاني؟، لا أحد يعلم، من المتسبب؟، لا أحد يدري، أهو سيناريو مخطط ومحكم لاشاعة أن مصر باتت بلد الحرائق سواء مجازا او على الارض؟.
من يخمد نيران المواطن الذي يعاني كل يوم من غلاء الاسعار، وعدم تلبية مطالبه الحياتية والمعيشية التي خرج يثور من أجلها في ثورة ما زالت تكافح وتصمد حتى النفس الآخير اكي لا تنتهي.
من يطفي الحرائق السياسية بين الأغلبية والأقلية؟، وبين التيارات التي تريد هيمنة على المشهد السياسي ولا تريد صوتا يعلو فوق صوتها.
من يحاسب ومن يراقب، من يشغله هم مصر وأمنها، هل اصبح الجميع يتكالب على السلطة ونسب وضع الدستور والوطن يغلي، يهدر بركان الغضب في النفوس بسبب اللامبالاة والتقصير.
الى متى نظل في مقاعد المتفرجين على حريق مصر؟، ومقتل العشرات في كل مكان ؟.
 أوقفوا الجدل السياسي البيزنطي أيها القائمون على حكم البلاد، اوقفوا التناحر ايها الساسة والاحزاب.. وانقذوا مصر لأجل الله والتاريخ الذي سيحاسبكم على هذه الفوضى.
أرحموا البسطاء والفقراء من المصريين الذين ملوا وملأ قلوبهم الخوف على حياتهم وامنهم ومستقبل ابنائهم بسبب هذا الوضع المريب في سياريو أحكم لإحراق البلاد شعبا وأرضا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق